يطوف بسمعي لفظه وهو بارد ... وفي القلب ما فيه من الوقد واللفح
وفي الخفرات اللاّءِ تغني بلفظها ... عن العقد والفرع الأثيث عن الرشح
غزال رعت في الحب أخضر عيشتي ... لقد أعرض الظبي الأغن عن الطلح
وقد كان لي والدهر فيه وقائع ... فلما اجتمعنا آذن الدهر بالصلح
تعشقتها والخد يشبه خدها ... أأعشقها والشيب ملتمع اللمح
كأن جفوني إذ تكاثر دمعها ... بنان ابن فضل الله متصل المنح
وقائلة ما بال عزمك صابراً ... على الفدحِ في الدنيا على أثر الفدح
فقلت رأيت السمر أقومَ ما ترى ... إذا صبرت عند النفاق من اللقح
فقالت دع التقليل عنك وقم إلى ... نوافجٍ فضل الله في زمن الفرح
وبادر لمحيي الدين تلق شمائلاً ... مدربةً لم تدرِ ما هيئة الشحّ
فقمت ولكن بعد أن وضح الدجى ... وعدت بمشهور الثنا طاهر سمح
يوري زناد الفضل بالمجد والعلى ... ولكنه الفعل البريءُ من القدح
رئيسٌ رأى آمالنا وهي تشتكي ... من الدهر أسقاماً فقال لها صحي
يسابق آمال العفاة بضعف ما ... تمنت ويمسي في النوال كما يضحي
مغيث الرجا والخوف والذل والخطا ... ببذل الندى بالأَمن بالجاه بالصفح
إذا وصف المداح بعض صفاته ... فماذا بأكباد الأعادي من الشرح
وإن فتح الراوي معاني فخاره ... فدع ما رواه آل خاقان للفتح
ولما علا نحو السماء ثناؤه ... أتى بالنجوم الزهر والسحب السح
سحائب آلاءٍ تجول على الرجا ... وأنجم آراءٍ تدل على النجح
وسعد أفاد الملك أخبية الهنا ... وأنحى على أهل المكايد بالذبح
كذلك فَليحكِ النظير نظيره ... بغرّ المعالي والمراشد والمنح
فيا أيها الساعي لشقة شأوه ... تنح قصياً لست من ذلك الطرح
ويا أيها البسام بشرا وفضله ... يعين على أعوامها الشهب الكلح
فدياً لك من لو أن ميعاد جوده ... كفرعون لم يحتج لهامان في الصرح
وأنت الذي أغنيت بالرفد يمنهم ... وبالغت حتى خلت أنك في مزح
تحليت في كتم الذي أتت واهب ... وهيهات ما للمسك بُدّ من النفح