وزاوج بين الحلم والبأس ملكه ... فمن أعزل مثل السماك ورامح
ورتل من أسلافه سوَرَ العلى ... خواتمها موصولة بالفواتح
وقام إلى جمع المحامد طامحاً ... فوالله لم يعدل به عزم طامح
ووالله ما نقضي حقوق محمد ... إذا نحن أثنينا عليه بصالح
ولو أمكن الغيث الفدى بوليّه ... فدى صالحاً من آل شادٍ بطالح
ورد الرّدى عن فائض البرّ عنده ... أعزّ مكان في الدنى سرح سائح
هو الموت لو يثنيه بأسٌ ونائل ... ثنتهُ سجايا كفه في الجوانح
هو الموت ما يعييهِ ثاوٍ بمغفل ... ولا واصل في النبذ من خطو سابح
ولا أسدٌ يرنو بأحمر أجزرٍ ... تكاد به تشوى لحوم الذبائح
ولا أسد الأبراج في الشهب كاسراً ... بتكرارها سرت نفوس الصحائح
كفى ببني أيوب للناس واعظاً ... وإن صمتت أفواههم في الضرائح
ومرقى المنايا نحو آفاق عرشهم ... وما كان يرقى نحوها طرف طامح
سلام على جنات أجداثهم ولا ... سلام لنار الحزن بين الجوانح
وقال يمدح محيي الدين بن فضل الله
الطويل
سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح ... بسفح النقا آهاً على زمن السفح
محجبة لا طعن فيها لعائب ... على أنها تمشي فتهتز كالرمح
سقى الله ليلاً صالحت فيه باللقا ... فما كان أشهى من لقاءٍ ومن صلح
أسدّ بطول اللثم فاها مخافةً ... على ليلتي أن يهجم الثغر بالصبح
ويخطر في وشي الحرير قوامها ... ونجم الدجى بالغيظ يعثر في منح
زمان مضى حلو المراشف والجنى ... وعيش تقضى آمن السرب والسرح
ولا عيب في تلك الليالي التي خلت ... سوى أنها مرت على الطرف كاللمح
تولى زمان الوصل وانقرض الصبى ... فيا عجباً للدهر قرحاً على قرح
سلام على العيش الوريّ زناده ... على أنه العيش البرئ من القدح
وغانية مثلَ الحياةِ أحبها ... وإن كان في كدِّ بها العمر أو كدح
ومما عناني عاذلٌ متنصحٌ ... وما الغش إلا ما سمعت من النصح