فاتحة المصنف في مكانة العلم

الحمد لله رب العالمين، حمْدَ الشاكرين، نَحمدُه على عظيم نَعْمائه، وجميل بَلائه، ونستكفيه نوائبَ الزمان، ونوازلَ الحدَثان، ونَرغبُ إليه في التوفيق والعِصْمة، ونَبْرأ إليه من الحَوْل والقوَّة، ونسألهُ يقيناً يملأُ الصدرَ، ويَعْمر القلبَ، ويَستولي على النفس، حتى يكُفَّها إذا نزَعتْ وَيرُدَّها إذا تطلَّعتْ، وثقةً بأنه عزَّ وجل الوَزَرُ، والكالئ والرَّاعي والحافظ، وأنَّ الخير والشرَّ بيده، وأنَّ النِّعَم كلَّها من عنده، وأنْ لا سلطانَ لأحدٍ مع سلطانه؛ نُوجِّه رغباتِنا إليه، ونُخْلص نيَّاتِنا في التوكل عليه؛ وأن يجعلنا ممن هَمُّه الصدقُ، وبُغْيَتُه الحقُّ، وغرَضُه الصَّواب، وما تُصححه العقولُ وتَقْبله الألبابُ؛ ونعوذُ به من أنْ ندَّعيَ العلمَ بشيء لا نَعلمه، وأَنْ نُسَدِّيَ قولاً لا نُلْحمه، وأنْ نكون ممن يَغُرُّه الكاذبُ من الثناء، ويَنْخدعَ للمتجوِّز في الإطراء، وأن يكون سبيلُنا سبيلَ مَنْ يُعْجبه أن يُجادل بالباطل، ويُموِّه على السامع، ولا يبالي إذا راج عنه القولُ أن يكون قد خلَط فيه، ولم يسدَّه مع معانيه، ونَستأنفُ الرغبةَ إليه عزَّ وجل في الصلاة على خَيْر خَلْقه، والمصطفى مِن بَريَّته، محمد سيد المرسلين، وعلى أصحابه الخلفاء الراشدين، وعلى آلهِ الأخيار من بعدهم أجمعين.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015