إننا من منطلق عجزناً عن عبادة الله، ونحن نعلم أن الله وحده هو المستحق للعبادة، وأننا عاجزون عن عبادته حق عبادته نحب أن يعبده من سوانا، فيسرنا كثيراً أن يعبده جبريل وميكائيل وإسرافيل، ويسرنا عبادة أي عبد عابد لله سبحانه وتعالى، ونرضى ذلك، ونحب العابدين لله سبحانه وتعالى حباً شديداً؛ لأننا نعلم أننا عاجزون عن عبادته فنحب أن يعبد؛ لأنه أهل لذلك، وهذا من تمام محبتنا لله، إن من تمام محبتك لربك أن تحب أن يعبد ويشكر ويؤمن به ويوحد، وأن تحرص على زيادة أعداد المؤمنين به والموحدين له، وأن لا تحرص على الانتقاء منهم وأن تجعل المؤمنين قلة كما يفعله أهل الابتداع، يرون أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ارتدوا إلا ستة، ويريدون أن ينحصر الإيمان في أقل عدد من الناس، وهذا سبقهم إليه اليهود، فقد قالوا: {لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى} [البقرة:111]، والله تعالى رد عليهم هذه المقالة، فالجنة واسعة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين، فلا يضرك أن يكون الملايين من الناس من أهل الجنة، ولا ينبغي أن تتضايق إذا رأيت عدداً كبيراً من الطوائف أو الأمم من أهل الجنة، فإنهم لن يضيقوا عليك مقامك في الجنة إن شاء الله، وأنا كفيل بذلك، فالجنة واسعة جداً، ومن استشعر سعة الجنة فإن عليه أن يتسع صدره لإخوانه المؤمنين، وأن يعلم أن العبرة بالخواتيم، ولا يدري ما الله صانع فيها، نسأل الله أن يحسن خاتمتنا.