هذه الأركان بين الرسول صلى الله عليه وسلم أنها أساس بيعته، فكان يبايع الناس عليها، فقد بايع جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه على إقام الصلاة وإيتاء الزكاة والنصح لكل مسلم، وبايع كذلك النساء البيعة التي أمره الله بها في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ عَلَى أَنْ لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئاً وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ فَبَايِعْهُنَّ وَاسْتَغْفِرْ لَهُنَّ اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} [الممتحنة:12] , وهذه الآية جامعة لأركان الإسلام الإيجابية والسلبية، لكنها جاءت السلبية فيها تفصيلاً وجاءت والإيجابية إجمالاً.
فالسلبية قوله: {لا يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَلا يَسْرِقْنَ وَلا يَزْنِينَ وَلا يَقْتُلْنَ أَوْلادَهُنَّ وَلا يَأْتِينَ بِبُهْتَانٍ يَفْتَرِينَهُ بَيْنَ أَيْدِيهِنَّ وَأَرْجُلِهِنَّ} [الممتحنة:12].
والإيجابية قوله: {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ} [الممتحنة:12]، فهي شاملة للشهادتين وأداء الصلاة وأداء الزكاة وأداء الصيام وأداء الحج وغير ذلك.