يبتلى المبالغون في العبادة بالغرور

أو أن يبتلى بالغرور، بأن يبالغ في العبادة فيظن نفسه وصل إلى مقام عالٍ، وقد يخيل إليه الشيطان أنه قد حطت عنه التكاليف، وأن له أن يقع في المناكر والمعاصي! ويظن بذلك أنه وصل إلى مقام لا يتضرر بالمعصية، كما زعم اليهود الذين قالوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَةً} [البقرة:80]، فهذا الحال هو من سلوك طريقهم، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أنه لابد أن يكون في هذه الأمة من يسلك طريقهم، فقال: (لتتبعن سنن من قبلكم، شبراً بشبر وذراعاً بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم، قالوا: يا رسول الله! اليهود والنصارى؟ قال: فمن إذاً؟!).

فاليهود الذين قالوا: {لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلَّا أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ} [آل عمران:24] اتبع آثارهم غلاة الناس في العبادة من هذه الأمة الذين يزعمون أنهم وصلوا إلى مقام لا يعذبهم الله فيه، بل يصل الغرور ببعضهم إلى درجة كبيرة من الوقاحة فيقول: لو أن الله رماني في النار لانطفأت! نسأل الله السلام والعافية.

فهذا غاية في الانحراف والبعد عن الطريق المستقيم، وعن هذه المحجة.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015