الركن السادس من أركان الإيمان: الإيمان بقدر الله النافذ، فالله عز وجل متصف بصفة هي صفة القدر.
والقدر معناه: تقدير الأشياء قبل خلقها.
والقدر أربع مراتب: فالمرتبة الأولى منه: علم الله تعالى بجميع الأشياء قبل وجودها على وجه التفصيل والإجمال.
المرتبة الثانية: كتابته لكل ما هو كائن في صحف عنده فوق عرشه، وهاتان المرتبتان هما المذكورتان في قوله: {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلا رَطْبٍ وَلا يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} [الأنعام:59].
المرتبة الثالثة من مراتب القدر: هي توزيع ما هو كائن على الزمن، ففي كل سنة ليلة ينزل الله فيها ما هو كائن في تلك السنة، كما قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ * أَمْراً مِنْ عِنْدِنَا} [الدخان:4 - 5] , وكذلك مع كل مولود يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد.
المرتبة الرابعة من مراتب القدر: تنفيذ ما هو كائن على وفق علم الله في الأزل، فكتابتنا هذه كتبت قبل خلق السماوات والأرض، ثم كتب في هذه السنة أنها تكون في يومها وفي وقتها، ثم بعد ذلك نفذت على وفق العلم السابق، وهذا سار على كل الأشياء، فلا يخفى عن الله عز وجل أي شيء من حركة أو سكون أو فكر أو حركة طرف، كل ذلك يمر بهذه المراتب الأربع وهي مراتب القدر.