جهود تلاميذ المجيدري

وتتلمذ على المجيدري عدد كبير من العلماء المشاهير، منهم العلامة المأمون بن محمد الصوفي بن عبد الله المجاور اليعقوبي، وكان أبرز تلامذته، وحدثني الثقات عن بعض كبار العلماء أن المأمون كان يحفظ الكتب الستة كما يحفظ القرآن، ولذلك يرثيه الشيخ محمد المامي رحمه الله بقوله: ريع تقاصر دونه لبنان ويهون دون ترابه المرجان يا ريع لو نبت الحديث ببلدة نبت الحديث عليك والقرآن فقد جعله بمثابة بذور القرآن والسنة، فلما دفن في هذا المكان كأنما بذر فيه الكتاب والسنة.

يا ريع لو نبت الحديث ببلدة نبت الحديث عليك والقرآن وكذلك من تلامذة هذه المحضرة ومشاهير النابغين فيها العلامة البخاري بن الفلالي بن مسك بن بارك الله بن بارك الله فيه.

ومنهم كذلك العلامة مولود بن أحمد الجواد اليعقوبي، وقد كان هؤلاء في بداية الدعوة السلفية في حياة المجيدري يجدون بعض المضايقة من بعض الناس، فكانوا يسمونهم بالبدعية، لكن المجيدري رحمه الله قال: لو كنت بدعياً لما كان الصواب عندي الأحاديث الصحاح والكتاب وتجد أن تضحية هذا الرجل وسفره الطويل في طلب العلم لم يأخذ كثيراً من وقته، فقد توفي وهو في الثالثة والثلاثين من عمره.

وكذلك من المتأثرين بهذه المحضرة العلامة محمد بن محمد الأمين المشهور بـ محمد بن الطربة اليعقوبي، وقد تربى في هذه المحضرة فتعلم فيها، وقد اشتهر لدى الناس بعلوم العربية، لكنه كان مبرزاً أيضاً في علوم الشريعة، وكان من المشتهرين بالعناية بأصول الفقه والقواعد الفقهية في هذه البلاد، مع أن العلامة سيدي سيدي عبد الله بن الحاج إبراهيم في العصور اللاحقة يذكر أن أصول الفقه في هذه البلاد قد قل أهله وندر الاشتغال به.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015