ومن هؤلاء الذين خرجوا لالتماس العلم في القرن الحادي عشر العلامة سيدي عبد الله المشهور بـ ابن رازقة، وقد درس العلم في بلاده، وقد كان جده الأعلى الذي اشتهر بالقاضي من مشاهير العلماء في هذه المنطقة، فدرس هو العلم الموجود هنا ثم رحل إلى المغرب فدرس على كبار علمائه حتى شهدوا له بالتقدم عليهم، وكان إذا ناظر علماء المغاربة يقولون: أنت تغلبنا في الليل لأنك تحفظ المتون ولا نحفظها، ونغلبك في النهار لأن لدينا الكتب وليست لديك.
وهذا يمثل طريقة العالم الشنقيطي، فإنه يستطيع أن يتمثل بقول الشافعي رحمه الله: علمي معي حيثما يممت يتبعني قلبي وعاء له لا جوف صندوق إن كنت في البيت كان العلم فيه معي أو كنت في السوق كان العلم في السوق أو بقول ابن حزم رحمه الله: فإن يحرقوا القرطاس لا يحرقوا الذي تضمنه القرطاس بل هو في صدري يسير معي حيث استقلت ركائبي ويمكث إن أمكث ويدفن في قبري