تضحيات ابن بو الفاضلي

كذلك في هذا القرن -وهو القرن الحادي عشر- خرج عدد من كبار العلماء من هذه البلاد فقطعوا المسافات الشاسعة على أرجلهم بحثاً عن العلم وتلمساً له بعد النكبة التي حصلت في تلك الحرب، ومن هؤلاء شيخ الشيوخ ابن بوالفاضلي الحسني الذي خرج من منطقة (العقل) من هذه البلاد على رجليه حتى وصل مصر فدرس فيها أربع سنوات، ثم ذهب إلى الحج، ثم ذهب إلى العراق والشام، ثم رجع إلى مصر واستقر فيها زماناً.

ثم رجع إلى هذه البلاد حاملاً لعلم جم، وأسس مدرسة عظيمة اشتهرت فيما بعد، وهذه المدرسة هي التي بقيت أسانيدها في هذه البلاد، فعنه أخذت الأسانيد جميعاً، فقد أخذ هو عن علي الأجهوري وتلامذته مثل عبد الباقي بن يوسف الزرقاني ومثل العلامة القرشي والشبرخيتي وغيرهم.

وقد قدم إلى هذه البلاد بكتب الحديث بأسانيده هو بعد أن رواها عن علي الأجهوري الذي يروي أكثر مروياته العلمية عن البرهان العلقمي عن جلال الدين السيوطي عن زكريا الأنصاري عن الحافظ أحمد بن علي بن حجر العسقلاني بثبت ابن حجر المشهور في كل الكتب.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015