التوبة سبب للإحسان بقية عمر التائب

كذلك من فوائد التوبة أنها مقتضية للإحسان في بقية العمر، فإن كل إنسان يعلم أنه قد فرط في جنب الله في كثير مما مضى من حياته، وهو محتاج إلى أن يتدارك هذا العمر الذي ضيع أوله، ولذلك جاء في الأثر (إن عمراً ضيع أوله لجدير أن يحفظ آخره)، فكثير منا ضيعوا ما مضى من أعمارهم، فبقية العمر جديرة أن تحفظ، يقول أحد العلماء: بقية العمر عندي ما لها ثمن ولو غدا غير مرغوب من الزمن يستدرك المرء فيه كل فائتة من الزمان ويمحو السوء بالحسن والنبي صلى الله عليه وسلم قال: (أتبع السيئة الحسنة تمحها، وخالق الناس بخلق حسن)، والإنسان محتاج إلى أن يتبع سيئاته الماضية بما يكفرها من الحسنات، وأولئك الذين تابوا توبة نصوحاً هم الذين يبدل الله سيئاتهم حسنات، بمعنى أنه يوثقهم بأن يصرفوا الوقت الذي كانوا يصرفونه بالمعصية في الطاعة، فتكون تلك الحسنات بدلاً عن السيئات التي كانوا يعملونها فيما مضى من أعمارهم.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015