Q ما صحة قول الصاوي بأن الأخذ بظواهر الكتاب والسنة أصل من أصول الكفر؟
صلى الله عليه وسلم أن هذا الكلام غير صحيح أصلاً، وهو أيضاً مع ذلك غير أديب؛ لأن الله سبحانه وتعالى لم يرسل إلينا الرسول صلى الله عليه وسلم بالألغاز، وإنما أرسله إلينا بالوحي المبين الواضح الميسر للذكر، الذي قال فيه: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ} [القمر:17]، ولم يكن ليسر إلينا بأمور لا نفهمها ولا تصل إليها عقولنا، والخلط والغلط يحصل فيما يتخيل الإنسان أنه ظاهر النص وليس كذلك، فمثلاً: كثير من الناس إذا سمع إثبات صفة من صفات الله سبحانه وتعالى انطبع في ذهنه اتصاف المخلوق بذلك، فدعاه هذا إلى التشبيه والتجسيم، وهذا ليس هو ظاهر الآية، وإنما هو التصور الذي في ذهنه هو فقط، فذلك الغلط من فهمه هو لا من النص، ومن أجل هذا يجب عليه أن يعلم أن الذي فهمه غير معنى الآية وغير ظاهرها، وفهمه اتصاف الخالق بصفة المخلوق على هيئة اتصاف المخلوق بذلك، مخالف لمعنى النص ومخالف لظاهره.