قال: [ولست ذاكراً سوى المتفق عليه من قبل نشوء الفرق] أي: أنه لن يتعرض لأقوال الفرق والمذاهب المختلفة، وإنما سيقتصر على المذهب الحق الصواب الذي دليله واضح، ولن يتكلم على المذاهب الأخرى، وحتى الردود عليها لا يشتغل بها في هذا النظم.
ولذلك قال: ولست ذاكراً سوى المتفق عليه من قبل نشوء الفرق لأن هذه الأمور التي فيها نصوص قرآنية ونصوص من الحديث متفق عليها قبل أن تنشأ الفرق، فالفرق نشأت بعد ذلك، فهذه العقائد كانت موجودة لأنها نصوص قرآنية ونصوص من الوحي والسنة، وفهم الصحابة لها هو على حسب ما كان معروفاً في زمانهم، ومن هنا فإنه حفظه الله يقول فيما يتعلق بظاهر النصوص: [الظاهر الذي عليه نطقي موهم تشبيه لرب الخلق هو الذي أهل اللسان فهموا إذ نزل الوحي به عليهم فلا أبو بكر لخير الرسل يقول أشكل عليّ اشرحه لي ولا أبو جهل يقول اختلفا أثبت ما من التماثل نفى] فالذي فهمه أولئك الذين نزل عليهم الوحي سواء من كان منهم مسلماً أو من كان كافراً هو ظاهر النص الذي يترك عليه، وما لم يفهموه منه وجاء بالفلسفة واللزومات فهذا ليس ظاهر النص.