وقوله: (والرسل حق): من أركان الإيمان الإيمان برسل الله.
وقد اختلف في تكليم الله تعالى لـ أم موسى وكذلك كلامه لـ مريم عليها السلام؛ هل كان وحياً أم لا؛ بمعنى هل كانت نبية أم لا؟ فقال طائفة من أهل العلم: كل من ورد ذكره في ذلك فهو نبي مثل مريم وأم موسى وحواء وغيرهن.
والذي يبدو أن الوحي إلى أم موسى إنما كان وحياً بمعنى الإلهام، مثل قوله تعالى: {وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ} [النحل:68] وإن كان فيه ما يقتضي التثبيت؛ لأن الإلهام قد يكون من الخواطر الربانية فيقتضي ذلك تثبيت الإنسان وتقويته، لأن كثيراً من الناس يضحي تضحيات جسمية هي قطعاً من إلهام الله وإيحائه، فتكون وحياً فعلاً، لكنها ليست بمعنى الوحي الذي يختص الله به رسله، إنما هي مثبتات تشبه ما يراه النائم في النوم أو مثل اللمة الملكية.
وقد اختلف أهل السنة في هؤلاء النسوة هل هن من رسل الله وأنبيائه أم لا؟ والخلاف قوي في مريم عليها السلام، فإنه لم تذكر امرأة في القرآن باسمها الصريح إلا مريم، وقد جاء ذكرها في القرآن ثلاثين مرة.
وكذلك حواء عليها السلام، فكثير من أهل السنة يرى أنها كانت من الأنبياء، وهذا الخلاف موجود فيهن، وقد ذكر السيوطي بعض من اختلف في نبوتهم في الكوكب الساطع، فقال: واختلفت في خضر أهل النقول قيل نبي أو ولي أو رسول لقمان ذي القرنين حوا مريم والوقف في الجميع رأي المعظم فلا شك أن مريم خاطبها الملك وأنه أخبرها بأنه من عند الله.
وهنا يعلم أنه لا خلاف بأن الله خاطب هؤلاء وأنه شرفهن، وأنهن كملن، ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كمل من الرجال كثير وكمل من النساء أربع)، لكن الخلاف: هل ذلك نبوة أم لا؟