ترك العمل خوفاً من الرياء

Q ألا ترى أننا لو تحدثنا عن الشرك الخفي قد يؤدي ذلك إلى أن البعض قد يترك بعض الأعمال الظاهرة كالدعوة إلى الله بحجة أنه يخشى الوقوع في هذا الشرك؟

صلى الله عليه وسلم من تركها فقد جمع الخطتين: الترك والشرك؛ لأنه أشرك أيضاً في الترك، أي: اتبع هواه وخوفه في مقابل ما أمره الله به، ومن عمل ولكنه أشرك شركاً خفياً فعلى الأقل أنه نجا من إحدى الخصلتين ووقع في الأخرى.

وقد نص أهل العلم في الذين يتعاقرون الخمر أنه يجب أن ينكر بعضهم على بعض وأن ينهاه؛ لأن لا يجمع بين الخصلتين؛ لأنه إذا لم ينهه فقد ترك واجباً، وإذا شرب الخمر فقد فعل محرماً، فجمع بين ترك الواجب وفعل المحرم.

ولهذا فقد نص العلماء في قول الله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105]، على أن المقصود بقوله: (إذا اهتديتم) إذا أديتم الواجبات وتركتم المحرمات، فيدخل في ذلك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة، فلا يكون الإنسان مهتدياً وهو لا يأمر بمعروف ولا ينهى عن المنكر، ولذلك يرد على من استدل بهذه الآية على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بذلك.

بل بين ذلك أبو بكر رضي الله عنه في قوله: أيها الناس إنكم تقرءون هذه الآية، وإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الناس إذا رأوا الظالم فلم يأخذوا على يديه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015