Q ما تفسير قول بعض العلماء: (كفر دون كفر)؟ وهل ترك الصلاة مع الجماعة من كذلك؟
صلى الله عليه وسلم الكفر ينقسم إلى: كفر أكبر مخرج من الملة.
وإلى كفر أصغر وهو كفر دون كفر، والمقصود أنه يسمى كفراً تنفيراً منه، وهو الفسق الشديد، وقد بين ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: (سباب المسلم فسوق وقتاله كفر) وفي قوله صلى الله عليه وسلم في صحيح البخاري: (لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)، فهذا كفر دون كفر ولا يقصد به الكفر المخرج من الملة.
واختلف العلماء في قوله صلى الله عليه وسلم: (بين المرء والشرك والكفر ترك الصلاة)، وقوله صلى الله عليه وسلم: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر).
فقالت طائفة: المقصود بذلك كفر دون كفر، وهذا مذهب الجمهور.
وقالت طائفة أخرى: بل المقصود به الكفر المخرج من الملة، ومحل هذا في ترك الصلاة مطلقاً والامتناع عن أدائها، أما تركها في الجماعة ولكنه يصليها في بيته وحده ونحو ذلك فلم يقل أحد بكفر من فعل هذا، لكن اختلف في فسقه ونحو ذلك، فالذين أوجبوا الصلاة في الجماعة وهم قلة رأوا أنه إذا فعلها في بيته فقد فسق، والجمهور يرون أنه لا يعتبر ذلك واجباً لكنه سنة مؤكدة، ومن تركها في المسجد فقد حرم نفسه خيراً كثيراً وتعرض لسوء الخاتمة نسأل الله السلامة والعافية، لقول ابن مسعود فيما أخرج عنه مسلم وغيره: (من سره أن يلقى الله غداً مسلماً فليحافظ على هؤلاء الصلوات الخمس حيث ينادى بها).