Q ما هو مفهوم الحريات في الإسلام؟
صلى الله عليه وسلم الحريات جمع حرية، والحرية معناها الإذن في التصرف، والإذن في التصرف أنواع عديدة، فمنه: الإذن في التصرف في المال، والإذن في التصرف في السفر ونحو ذلك.
وهذه الحريات متاحة مكفولة، ولكن ليس معنى ذلك الخروج عن العبودية لله تعالى، بل الناس جميعاً عباد خلقهم الله تعالى لحكمة بينها وهي عبادته، وليس من حقوقهم أن يتخلصوا من دين الله تعالى ولا من شرعه ولا مما بينه لهم، فليس هذا من الحرية، بل الحرية أن يكونوا عباداً لله تعالى، وأن يتخلصوا من هواهم ومن طاعة شياطينهم، فهذه هي الحرية الحقيقية.
وكثير من الناس يُعبِّد نفسه للهوى والشيطان بحجة الحرية، ويرى أنه نال حريته حين تخلص من دين الله، والواقع أنه ارتكس في أدران العبودية للمخلوق، حين عجز أن يحقق العبادة لله تعالى التي تشرف صاحبها، وارتكس في أدران العبودية للمخلوق وأصبح عبداً للهوى والشيطان، وعبداً للنفس الأمارة بالسوء، فازدادت عبودياته وازدادت القيود عليه.
ولذلك فإن فكرة الوجودية وهي نظرية سارتر المعروفة، وهو فيلسوف فرنسي، تدعو هذه النظرية إلى تخليص الإنسان من كل الأديان والأخلاق وكل ما كان لديه من تراث، وتدعو أن يخرج الناس عراة في الشوارع كما تخرج الحمر والبهائم، وهذا غاية في السخافة والمذلة والهوان، وهو ليس من الحرية في شيء، إنما هو من العبودية للهوى والشيطان، ولذلك تسمعون اليوم عن عباد الشيطان الذين ظهروا في مصر والكويت وفي غيرها، وهم قوم محضوا أنفسهم لعبادة الشيطان، وسموا أنفسهم عباد الشيطان، واتبعوا أهواءهم وما زينت لهم شياطينهم، فكانوا في غاية العبودية للشياطين ولمن هم أدنى منهم وأقل منزلة وأدنى حالاً، فحين عجزوا عن عبادة الله تعالى عبدوا أنفسهم للشيطان؛ نعوذ بالله.