أيها الإخوة! إن أهل العلم هم خلاصة الوجود، وهم الذين يحفظ الله سبحانه وتعالى بهم الأمة من الزيغ والضلال، وهم الذين تكفل الله جل وعلا بنصرهم كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين، لا يضرهم من خذلهم، ولا من خالفهم، حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك)، فمن أراد مثل هذه الفضائل فليقبل على العلم الشرعي، ليقبل على كتاب الله عز وجل حفظاً وفهماً وعلى سنة النبي صلى الله عليه وسلم درساً وضبطاً وفهماً، ليقبل على حلق العلم، ليقبل على المعاهد ودور التعليم فإن فيها خيراً عظيماً، فبها يحصّل الإنسان مبادئ العلم التي تنير له السبيل، ومن خلالها يستطيع أن يتوصل إلى خير عظيم، فإن حلق العلم ودور التعليم إنما هي بوابات فيها المفاتيح التي تفتح لك أبواب العلم، ثم بعد ذلك يفتح الله جل وعلا على العبد على حسب ما معه من الإيمان والتقوى والرغبة والإخلاص، {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ} [المائدة:54].