إن البخاري مَن هو في العلم والفقه؟! لكن يأتي هذا المغبون الخاسر ويقول لك ماذا؟ بعد أن أورد حديث سليمان عليه السلام وقوله: (لأطوفن الليلة على مائة امرأة) يقول: ويبدو أن البخاري كان رجلاً طيباً، عنده سذاجة وتلقائية، ولم يكن له كبير دراية بعلم الحديث ولا الفقه.
الإمام البخاري ليس عنده دراية بعلم الحديث والفقه؟! البخاري ذروة في الفقه، دعنا من الفقه الآن.
أيكون الإمام البخاري ليس له دراية بالحديث؟! إذاً: من الذي له دراية في الدنيا؟! يعني: لو قال رجلٌ: إن سيبويه لا يعرف النحو لحصبه أهل الأرض بالحجارة؛ لِمَا توافر عندهم جميعاً أن سيبويه المُبَرَّز العالِم الكبير الذي وضع أصول النحو، وأنه هو مقدم أهل البصرة، كما أن الكسائي مقدم أهل الكوفة.
فعندما يأتي شخص ويقول: إن سيبويه لا يعرف شيئاً في النحو، أو يقول مثلاً: إن عاصم بن بهدلة لا يعرف شيئاً في القراءات، والقراءة المشهورة: حفص عن عاصم، أو يقول: إن نافعاً لم يكن يعرف قراءة القرآن! فانظر! عندما تبلغ الجرأة بهذا الشخص فيقول هذا الكلام! وبعد ذلك يقول: وهذه المحنة الكبرى في أمتنا؛ يأخذون الدين بحسب شهرة الرجال، ولتذهب المبادئ العقلية إلى الجحيم.
لذلك -بسبب هذا وغيره- كان علينا عبء الدراسة المستفيضة للسنة حديثاً حديثاً: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69].
إن الذي يغيظني هو: احتجاجه بالآية، يعني: كلُّ الكلام الذي فات كَوْمٌ، واحتجاجُه بالآية: {وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69] كَوْمٌ آخر.
وهذا يذكرني بالرجل الذي يُحكى عنه: أن امرأة ذهبت لتستأجره لقتل قاتل زوجها، فلما أتت إليه قالت له: أنا فقيرة وراعية أيتام! قال لها: نقتله لوجه الله.
{وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ} [العنكبوت:69]، سيقتله لوجه الله! لا يأخذ منها نقوداً! فانظر! عندما يتكلم عن البخاري الإمامِ العَلَمِ الفرد! وماذا سيحدُث لو تكلموا عن أمثالنا، ممن ليس لهم حكمة البخاري، ولا مكانته ولا عظمته؟! شيء عجيبٌ أن لجنة الفتوى وكبار العلماء ما زالت تغط في نومها حتى الآن! اصحوا من النومَ، أنا عندي ثمانية عشر كتاباً، أشعلت حرباً على السنة في خلال سنتين، وأنا لا أجمع هذا الكتب ولا أشتريها إنما تصلني من مسلمين غيورين على دين الله عز وجل، يقولون: رُد، فأرسل نسخاً منها إلى إخواني وأقول لهم: رُدوا على هذا الخبث المنتشر، والإنسان إذا قرأ الكتاب يجد فيه أشياء غريبة جداً، وفيه أشياء من الشبهات، وفيه أشياء وردت في كتب أهل العلم، وأهل العلم ردوا عليها؛ ولكنهم يغضون الطرف عن رد أهل العلم.