ما أكمل عقل الشافعي رحمه الله! اختلف هو ويونس بن عبد الأعلى أحد تلامذته في مسألة وتفرقا، فما كان من الشافعي إلا أن ذهب إلى دار يونس، ودخل عليه، وقال: يا أبا محمد! ألا يستقيم أن نكون إخواناً وإن لم نتفق في مسألة؟! الذي أبعد هؤلاء الشباب عن جادة الصواب: أنهم لم يتتبعوا خُطا أسلافهم بحق، بل لم يتتبعوا أوامر النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثيرة بمحبة المسلم لأخيه وعذره، وأن يلتمس له العذر؛ لذلك الفرق بيننا وبين أولئك كثير.