رابعاً: شهادات المنصفين، وفي الحقيقة تحتاج هذه إلى سعة من الوقت لنقرأ نماذج من شهادات عقلاء العالم في كل الدنيا، سواء من المسلمين أو من غيرهم، كاليهود والنصارى والمشركين والملحدين، وهذه الشهادات لا تقدر بثمن أبداً، فهي شهادات دقيقة ومبنية على استقراء وتحليل وإنصاف وموضوعية، وهي مرتكز ينبغي أن يرجع إليها، وأصحابها هؤلاء ليس لهم انتماء حتى نقول: والله هذا من انتمائهم، وليس لهم مصالح وأغراض دنيوية، فالدعوة ميزتها أنها لا تملك رشوة الآخرين، ولا تملك ما نسميه بالإغراءات المادية، وهذا كله مما جعل المنصفين يتكلمون بتجرد، وخاصة في عهد الدولة السعودية الأولى والثانية، وأما الدولة السعودية الثالثة القائمة الآن، فهي بحمد الله قد حباها الله عز وجل، لكن قد توجد أحياناً مجاملات، لكن أغلب مقالات الإنصاف هي في الحقبة السابقة، أعني: في الدولة السعودية الأولى والثانية، وأول الدولة السعودية الأولى في ذلك الوقت لم تكن عندها مغريات.
المقدم: ممن صدرت؟ الشيخ: من يهود ونصارى وأدباء ومؤرخين ومستشرقين وفئام من الناس، وشهادتهم موجودة الآن كوثائق.
وقد جمع كثير منها، وأنا قد أشرت إلى كثير منها كما أشار غيري إلى ذلك.