الوقفة الثانية: تقويم عام موجز لهذه الصحوة، وسيليه تقويم شامل إن شاء الله.
أما التقويم العام: فإن أحسن ما يمكن أن يقال في هذه الصحوة أنها في الجملة خير وبركة، وباعث على الفأل للأمة جميعاً، وهي: مقدمة النصر للإسلام والمسلمين، وهي بشرى من الله سبحانه وتعالى لعباده المؤمنين، وهي قدر الله الذي لا يرد، وغرسه المبارك، ووعده الصادق، وأمنية كل مسلم مخلص.
لكن مع ذلك يجب ألا نفرط في التفاؤل؛ لأنا نجد في ثنايا هذه الصحوة مظاهر فرقة، ومظاهر غلو وتشدد في الدين وتعمق، ونرى نزعات أهواء وعصبيات وشعارات وأحزاب وخصومات، إذا لم يعالجها العقلاء أهل العلم والفقه في الدين فربما تتحول إلى مصائب وبلايا ومحن وفتن لا يعلم مداها إلا الله، نسأل الله العافية.