من الأصول الضرورية والمسلمات: محبة أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فمحبتهم دين وإيمان، وبغضهم كفر ونفاق، وأصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وآل بيته لهم حق خاص من المحبة والولاء، والعشرة المبشرون بالجنة لهم حق خاص.
إذاً: أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يتفاوتون بأفرادهم ومجموعاتهم، لكنهم في الجملة هم خير أصحاب نبي من الأنبياء، وهم خير الناس بعد النبيين، وهم أصحاب أفضل الخلق صلى الله عليه وسلم، وقد رضي الله عنهم، ورضي عنهم الرسول صلى الله عليه وسلم ونهى عن سبهم أو سب أحد منهم، وهم نقلة الدين، فالطعن فيهم طعن الدين نفسه ولا شك، ثم إن الطعن فيهم طعن في وهو النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا أمر معلوم عند الناس بالضرورة، فإنك إذا طعنت في أصحاب شخص من الأشخاص أياً كان، فإن ذلك لا بد أن يرجع إلى الإساءة إليه، فالطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يرجع بالإساءة إليه، والطعن في إحدى أو في بعض أو في كل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم إنما هو طعن في عرضه صلى الله عليه وسلم؛ لأنهن فراشه، ولا أقرب إلى الإنسان من زوجته، فمن طعن في أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فقد طعن في شخصه.
هذه من المسلمات ومعلومة ليست فقط في الدين، بل معلومة في بدائه العقول.
من ذلك خطأ وشذوذ هذه الطائفة الزائغة الباطلة التي تطعن في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، كذلك الطعن فيمن سلك سبيل النبي صلى الله عليه وسلم أو سبيل الصحابة من العلماء المهتدين وأئمة الدين، من الأولين والآخرين، فكل من طعن في إمام من أئمة الدين أو في عالم من العلماء فقد استهدف الطعن في الدين والطعن في الأمة، ما لم يكن ذلك على سبيل بيان الخطأ الذي يقع فيه البشر، لكن الطعن الذي يرجع إلى الدين أو يرجع إلى المنهج أو يرجع إلى قواعد السلف حتى وإن وجه إلى الأشخاص، فإنه يكون طعناً في الدين نفسه إذا قصد به صاحبه الطعن في المنهج.