من المسلمات: أن أصول الدين التي عليها أهل السنة والجماعة والسلف الصالح هي التي تمثل الدين الحق، وهي التي أمر الله سبحانه ونبيه صلى الله عليه وسلم بالتزامها، وأن أهل السنة والجماعة هم الذين سلموا من الافتراق والوقوع في البدع، وهم الذين بقوا على البيضاء وعلى الصراط المستقيم، وهم المؤمنون الذين توعد الله عز وجل من خالف سبيلهم بقوله: {وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا} [النساء:115]، ولذلك فإن هذا النهج الذي عليه السلف الصالح هو الذي تقوم به الحجة، وهو الذي عليه أئمة الهدى، والعلماء المصلحون الراسخون هم مرجع الأمة، وهم أهل الذكر إلى قيام الساعة، فيتمثل فيهم المنهج الحق الذي هو الأسلم والأعلم والأحكم، وخلاف عقيدة أهل السنة والجماعة ناتج عن هوى أو جهل أو غلو، فالطعن في سبيل السلف الصالح وأصولهم ومنهجهم وأشخاصهم في الجملة من لمزهم بغير حق كل ذلك إنما هو من منهج أهل الأهواء والبدع، وهذا الطعن يرجع إلى الدين نفسه، كما سيأتي في الكلام عن حقوق الصحابة رضي الله عنهم.