خامسها: ومن أساليب السلف في ذلك: استخدام كل وسيلة مباحة في نشر العقيدة، حسب مستجدات العصر.
والعجب من الذين يحجرون على الناس في مسألة وسائل العقيدة وأساليبها، والتفصيل فيها أن يقال: إن قصد بالوسائل والأساليب: الأمور المنهجية فلا شك أنها توقيفية، ولا يجوز لنا أن نخرج عن مقتضى عمل الشرع، وإن قصد بالوسائل والأساليب: الأدوات؛ فلا شك أنها مستجدات، فالصحابة استعملوا في تقرير الدين ونشره ما لم يكن موجوداً في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، والتابعون استجد لهم من الوسائل ما لم يكن موجوداً في عهد الصحابة، وتابعوهم كذلك، وسلف الأمة في القرون الثلاثة الفاضلة حدث لهم من مستجدات الحياة من الوسائل والأساليب ما جددوه باسم العقيدة، فمثلاً: تصنيف الكتب لم يكن موجوداً في عهد الصحابة.
فالسلف من منهجهم في نشر الدين: استخدام كل وسيلة مباحة في نشر العقيدة وبيانها، والدفاع عنها، في الدروس في حلق التعليم في الفتاوى في الخطابة في المواعظ في القصص في التأليف والكتابة فيما بعد ضرب الأمثال الجدال بالتي هي أحسن المناظرة، ضمن التفسير، ضمن الحديث، ضمن الأحكام، ضمن المتن، ضمن النظم، ضمن الرسائل الخاصة والعامة، والكتب والمصنفات؛ كل هذه استخدمها السلف في نشر العقيدة.