أول علاج لتفادي غوائل وآثار السحر والشعوذة والوقوع فيها: غرس التوحيد في نفوس الناس، التوحيد بمعناه الحقيقي الذي يعمر القلوب بمحبة الله وخشيته ورجائه، الذي يعمر القلوب بالتوكل على الله عز وجل والإنابة إليه، الذي يعمر القلوب بعبادة الله والإحسان في ذلك، العبادة الحقة التي تتحقق بها السعادة، كما وصف النبي صلى الله عليه وسلم الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك سبحانه، فمن وصل إلى هذه الدرجة حماه الله، حماه في عقيدته، وحماه في عمله، وحماه في سلوكه، ثم حماه في بدنه ونفسه وقلبه.
فالإنسان إذا عمر قلبه بالعقيدة السليمة الصحيحة، وعمر قلبه بذكر الله وشكره، فإن الله يدفع عنه كل سوء، ولا يضره سحر ولا سم ولا شعوذة ولا عين؛ لأنه بذل الأسباب بإذن الله عز وجل من غرس التوحيد في النفوس، وتغذية القلوب بالتقوى والتوكل.
كذلك أحسن وسيلة: تربية الناس على العقيدة منذ الصغر، الأبناء يجب تغذيتهم بالعقيدة كما يغذون باللبن والغذاء تغذية مركزة، ولا يكتفي الناس بما يدرسه التلاميذ في المدارس، وما يدرسونه فيه خير، لكنهم يدرسونه للامتحانات، وما يدرس للامتحان الغالب لا بركة فيه، فينبغي لكل مسلم أن يغرس العقيدة في أبنائه وبناته وأهل بيته من الكبار والصغار على أسس سليمة، كما كان آباؤنا وأجدادنا وسلفنا الصالح يفعلون.