المقدم: كذلك لنأتي لنطبق هذا الأمر على الواقع، فهنا يقول أحد الكتاب: ثقافة الكراهية والموقف من الآخر -وهذا في الصحف اليومية التي تصدر عندنا- وكان يتكلم عن السلوك العدوانية، ثم يقول: لذلك نجد أن المجال الإسلامي المعاصر يعيش هذه المحنة في صور ومستويات متعددة إلى نهاية الكلام.
فهل الإسلام عندما يتحدث عن عقيدة الولاء والبراء يكرّس ثقافة الكراهية التي ذكرها الكاتب؟ الشيخ: أولاً: دعنا نذكّر الإخوة المشاهدين بذريعة هؤلاء الذي يجعلون الأشياء وسيلة للاصطياد في الماء العكر، وهو أنه يوجد من بيننا مرضى القلوب أهل الغلو وأهل العنف الذين لا يسلكون المسلك الشرعي في التغيير، ولا المسلك الشرعي في معالجة مشكلات الأمة الذين يصادمون الحياة، والذين يستهدفون الأمن، والذين يخلّون بمقومات الحياة والضرورات الخمس التي أمر الله بها وجاء بها الإسلام، هذه الفئة تنتسب إلى المتدينين وتنتسب إلى الإسلام كله، لكنها فئة يخرجها الإسلام من المنهج الصحيح، فهم هؤلاء أصحاب الاتجاه الذين يصفون عملنا بالإقصائية، هؤلاء يأخذون مثل هذه التصرفات ويجعلونها أصلاً ويحكمون بها علينا.
هذا أمر.
الأمر الآخر: أن هؤلاء يستهدفون ثوابت لا نملك التنازل عنها، حينما يصفوننا بالإقصائية، أو أن عندنا ثقافة الكراهية، كثيراً ما يقصدون بهذا ثوابت الحق مثل: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهم يرون أن هذا نوع من الإقصائية ونوع من العدوانية ومن نشر ثقافة الكراهية، كذلك الولاء والبراء، فنحن ندين الله عز وجل بأن نوالي الحق وأهله، وأن نبرأ من الباطل وأهله بالمنهج الشرعي القويم، بالمنهج الشرعي الذي رسمه الإسلام، والذي ليس فيه عدوان ولا ظلم، لكن فيه إحقاق للحق وإبطال للباطل، فهم يعتبرون عقيدة الولاء للحق وأهله والبراء من الباطل وأهله يعتبرونه ثقافة كراهية، ويعتبرونها إقصائية.
أيضاً الحكم على الناس من حيث حكم الله عليهم بأن هذا مسلم وكافر يرون هذا عدوانية وإقصائية وثقافة كراهية.
فإذاً: هم حينما يقولون هذا يستهدفون ثوابت الحق التي يقوم عليها الإسلام، ويوهمون الأجيال بأن هذا من صنع أناس هم المتدينون الذين يمثلهم العلماء ويمثلهم أسلافهم السلف الصالح، وهذا نوع من التلبيس الذي ينبغي كشفه في مثل هذا العصر، إلا أنه في الحقيقة أصبح الآن زخماً منتناً في حياة الأمة عبر كثير من وسائل الإعلام.