المقدم: لكن هناك يا شيخ روايات يعتمدون عليها أن عمر رضي الله عنه أو بعض الصحابة اقتحموا على علي رضي الله عنه البيت، ولطموا فاطمة وأسقطوا جنينها كما يقولون، وحرّقوا الباب ونحو ذلك، هل هذه الدعاوى وهذه الافتراءات لها وجه من الصحة؟ الشيخ: كل ما يقولونه ليس بصحيح، وقد تكون بعض القصص صحيحة، بمعنى أنه يوجد شيء مما نسميه المواقف الشرعية تجاه بعض المسائل التي اختلف فيها أفراد من آل البيت مع أفراد من الصحابة، بناء على فهمهم للدليل، فهذا وجد في عهد أبي بكر وعهد عمر، لكن هذا لم يؤد إلى الإساءة إلى آل البيت أبداً، بل كانوا يرعون لهم حقوقهم، والأمر الآخر أن آل البيت أنفسهم لم يكن لهم دين يعتقدون به أن الصحابة وقعوا في مثل ما قاله هؤلاء أصحاب البهتان.
إذاً: الحكايات أصلها كذب ومخترعة، وقد يوجد لبعض المسائل أساس ليس على الوجه الذي ذكروه، إنما خلافات تحدث بين البشر، كما وقع الخلاف بين فاطمة رضي الله عنها وبين بعض الصحابة حول الإرث، والصحابة ذكروا أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يورث، وليس له ميراث دنيوي، فكان هناك اختلاف، وهذا الاختلاف لم يصل إلى حد أن يكون في القلوب شيء، وبقي الأمر على هذا إلى يومنا هذا، فالصحابة رضي الله عنهم رعوا لآل البيت حقوقهم، ولزوجات النبي صلى الله عليه وسلم حقوقهن، كما رعوا لبقية الأمة حقوقها، وكل أعطوه حقه.
بهذا يتضح أن الولاء الحقيقي لآل البيت هو الذي عليه أهل السنة والجماعة؛ لأنه هو الذي يقوم على تطبيق وصايا النبي صلى الله عليه وسلم دون تقصير ولا غلو، أما التجاوزات وأما ممارسات الأفراد، وما يحدث من بعض المنتسبين للسنة من أخطاء أو ممارسات شخصية فهذا أمر لا يُحمل على المنهج، وما نؤكد عليه دائماً أن أصحاب هذه الشبهات ينتقون انتقاء، فيضعون الأخطاء ويضخّمونها، أخطاء أفراد أو حتى زلات علماء ويجعلونها أصلاً ويحكمون على منهجنا بها، ولو أنصفوا ودرسوا الأمور بموضوعية لوجدوا أننا ننفي هذه الأخطاء قبل أن ينفوها هم.