أولاً: عند الوضوء لقول النبي صلى الله عليه وسلم كما في البخاري: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء)، وفي رواية أخرى قال: (لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)، وهذا الموضع الثاني.
الموضع الثالث: عند القيام من النوم، وفي الحديث: (السواك مرضاة للرب ومطهرة للفم)، فالتسوك عند الصلاة للتعبد، ومطهرة للفم هذا تعليل على العموم، فبعد القيام من النوم يسن التسوك، وفي الحديث المذكور هنا: (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يشوص فاه بالسواك)، يعني يغسل فاه بالسواك، ويدلك فمه به دلكاً شديداً حتى يغير رائحة الفم، ومن السنة أن يسوك لسانه؛ لأن أبا موسى قال: (رأيت السواك على طرف لسان رسول الله) أي: كان ينظف اللسان ويدلك بالسواك عرضاً على الأسنان، وهذه هي السنة، أن يتسوك عرضاً للأسنان وطولاً للسان، فعند القيام من النوم تتغير رائحة الفم لأبخرة المعدة؛ فيسن أن يتسوك الإنسان بالسواك، والسواك هو عود الأراك.
الموضع الرابع: عند قراءة القرآن؛ للأحاديث التي وردت بأن الإنسان إذا قام من الليل وقرأ القرآن فإن الملك يقترب من القارئ حتى يضع الفم على الفم، فلابد ألا يؤذي الملائكة؛ لأن الملائكة تتأذى مما يتأذى منه ابن آدم، فيسن أن يتسوك قبل أن يقرأ القرآن.
وقد حرصت النساء على هذه السنة، فقد دخل علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه على فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم، وفي فمها السواك تتسوك به، فقال مداعباً لـ فاطمة: حظيت بثغرها يا عود الأراك أما خفت يا عود الأراك أراك لو كنت من أهل القتال قتلتك ما نجا مني يا سواك سواك وهذا مداعبة من علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه لـ فاطمة بنت محمد صلى الله عليه وسلم.
وهناك قصة سندها ضعيف لكنا نستأنس بها، ونبين الفوائد الجمة من التمسك بالسنة، وهي أن جند المسلمين كانوا يحاصرون قرية وأغلقت عليهم جميع المنافذ لها فقال أحد الفقهاء: انظروا في أنفسكم، فتشوا في أنفسكم لعلكم تركتم سنة من سنن النبي صلى الله عليه وسلم؛ فسد الله الباب عنكم، فنظروا فقالوا: تركنا السواك! فقام رجل فذهب إلى شجرة فقطعها وأخذوا يستعملوها كسواك, فنظر إليهم الكفار فقالوا: هؤلاء يحدون أسنانهم بالشجر حتى يأكلوكم أو يقطعوا لحومكم، فخاف القوم وارتجفوا ففتح الله عليهم بتمسكهم بهذه السنة.