آثار الجهل بمناسك الحج

وما أكثر الجهل خاصة في الحج، فبعض الحجاج يقفون في عرفة يوم السابع! وبعضهم يترك المبيت بمزدلفة وهو ليس من الضعفة، وإن كان مذهب المالكية أنه يكفي مبيت جزء من الليل؛ لأن النبي رخص للضعفة أن يدفعوا من مزدلفة ليلاً، وأطلق ولم يحدها بنصف الليل أو بغروب القمر، لكن جاء في الحديث الصحيح أن أسماء كانت تدفع من مزدلفة بعد غياب القمر، فقال بذلك الفقهاء، لكن بعض الناس ليس من الضعفة وينصرف من مزدلفة بلا عذر، وهذا من الجهل.

وبعضهم يتجرأ على محظورات الإحرام ويقول: عليك شيء يسير، وهو دم تشتريه بثلاثمائة ريال! وهذا تجرؤ على حدود الله، والواجب على الحاج أن يسأل من يثق بعلمه، فإن أفتاه بشيء عمل به، حتى لو أفتاه بالرمي قبل الزوال، فلا نقول ببطلان رميه، وأن عليه دماً، فالقاعدة عند العلماء أن الاجتهاد لا ينقض بالاجتهاد.

وكذلك أفتاه بجواز الرمي في اليوم الثاني عشر بعد المغرب ثم ينصرف إلى مكة فلا حرج عليه، والعلماء قالوا: إذا غابت عليه الشمس لزمه المبيت، وليس عليه دليل قاطع، فلا ينكر على من أخذ بأقوال العلماء المجتهدين، لكن يناصح ويبين له القول الراجح بلا إنكار.

نسأل الله جل وعلا أن يصلح عبادتنا، وأن يعلمنا علم الكتاب والسنة على فهم أئمتنا أصحاب المذاهب الأربعة الشافعي أو المالكي أو الحنفي أو الحنبلي، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015