وشرط وجوب الصوم: هو دخول هذا الشهر, وكيف يعرف دخول هذا الشهر؟ بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم حالتين يدخل بهما الشهر: الأولى: أن يرى الهلال، قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)، وهذه الرؤية بالعين المجردة، ويشترط فيمن يرى الهلال: أن يكون عدلاً، فيصوم الناس برؤيته, كما في حديث ابن عمر رضي الله عنه وأرضاه قال: (تراءى الناس الهلال فرأيته فأخبرت رسول الله صلى الله عليه وسلم, فصام وأمر الناس بالصيام)، وهذه العدالة التي نشترطها في الرجل الذي يرى الهلال هي: العدالة الظاهرة لا الباطنة، يعني: أن يكون أمام الناس يصلي ويصوم ويؤدي الفرائض ويجتنب المحرمات، فهذه العدالة الظاهرة, ودليل ذلك حديث في السنن (أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه أعرابي فقال: يا رسول الله! إني رأيت الهلال, فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم: أتشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله؟ قال: أشهد أن لا إله إلا الله، وأنك رسول الله, فقال النبي صلى الله عليه وسلم لـ بلال: قم فأذن في الناس بالصيام).
وإذا قلنا: رؤية الهلال بالعين المجردة يخرج بذلك الحسابات الفلكية, والحسابات الفلكية للصيام من أشد البدع في الدين كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية: ولا يجوز لمن كان عالماً بمنازل القمر أن يعتمد الحساب الفلكي؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم علق الصوم على رؤيته بالعين المجردة، فالحساب الفلكي بدعة، لابد للمرء أن يجتنبها، وليس لها اعتبار بالنسبة للشرع.
الحالة الثانية: اكتمال الشهر, فإذا لم نر الهلال فقد بين النبي صلى الله عليه وسلم أن الحالة الثانية لدخول الشهر هي: إكمال عدة شعبان, قال النبي صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته, فإن غم عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً).