إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.
أما بعد: كيف تتقي الله عز وجل؟ هذا باب شريف، وقصر منيف، لا تدخل فيه إلا النفوس الأبية، التي لا ترضى بالدون، ولا تبيع الأعلى بالأدنى بيع الخاسر المغبون.
والمؤمن إذا رغب في الخير رغب، وإذا خوف من الشر هرب، ولا خير في من إذا أمر لا يأتمر، وإذا زجر لا ينزجر.
فكيف نصل إلى تقوى الله عز وجل بعد أن عرفنا شرف التقوى؟ هناك خمسة أسباب توصل بإذن الله تعالى إلى تقوى الله عز وجل.
السبب الأول: محبة الله عز وجل تغلب على قلب العبد فيدع لها كل محبوب، ويضحي في سبيلها بكل مرغوب.
السبب الثاني: أن يستشعر العبد مراقبة الله عز وجل، وأن يحس باطلاع الله عز وجل على قلبه.
السبب الثالث: أن يدرس ما في سبيل المعاصي والآثام من الشرور والآلام.
السبب الرابع: أن تتدرب كيف تخالف هواك وتطيع مولاك.
السبب الخامس: أن تدرس مكائد الشيطان ومصائده، وأن تحذر من وساوسه ودسائسه.