أما القاديانية فهي أيضاً من هذه الشجرة الخبيثة، {وَالْبَلَدُ الطَّيِّبُ يَخْرُجُ نَبَاتُهُ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَالَّذِي خَبُثَ لا يَخْرُجُ إِلَّا نَكِدًا} [الأعراف:58].
فصاحب هذا الإفك هو غلام أحمد القادياني، ظهر في الهند، ثم انتقلت دعوته إلى أمريكا وإلى بعض البلاد الأخرى، زعم أولاً أنه ظل النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ثم ادعى بعد ذلك النبوة، ثم ادعى بعد ذلك الربوبية.
فهذه الطائفة مثل سابقتها انبثقت من هذه الشجرة الحنظلية الخبيثة القائمة على الكفر بهذه العقيدة الثابتة من عقائد المسلمين: أن الواجب على المسلم أن يعتقد أنه لا نبوة بعد نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، فهذه أديان ما أنزل الله بها من سلطان، كالمجوسية وعبدة الأوثان، بل هم أكفر منهم؛ لأنهم يكذبون على الله عز وجل، ويزعمون بأن الله عز وجل بعثهم، ويقولون: بأن الله عز وجل فض الخاتم، أي: بعد أن جعل نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم خاتم الأنبياء فض هذا الخاتم.
وقال بعضهم: (خاتم الأنبياء) أي: زينة الأنبياء.
فهم يؤولون نصوص الكتاب والسنة حتى توافق مذاهبهم الباطلة، ويجدون من أغبياء البشر من يتابعهم على ذلك، وإذا انتشر في الناس الجهل انتشرت هذه المذاهب الباطلة وهذه الأفكار الهدامة، التي من اعتقدها أو اعتقد شيئاً منها فليس له في الإسلام إلا السيف؛ لأنه كافر مرتد، كافر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وكفره أكبر وأعظم من كفر اليهود والنصارى؛ لأن المرتد أشد كفراً من اليهود والنصارى، ومن الكافر كفراً أصلياً، وحظه من الإسلام القتل.
فهذه الدعوات الخبيثة التي ظهرت واشرأبت بأعناقها في هذه الأيام، وظن بعض الناس أنها مذاهب إسلامية، وأنه يجوز للمسلم أن يتمذهب بمثل هذه المذاهب، ثم نجد من المسئولين من يقر هذه الأديان الباطلة، ويوافق على أن يُكتب في البطاقة بهائي بدلاً من مسلم، كأنه يقول له: أنت على دين محترم، وأنت على عقيدة محترمة، فمن حقك أن يقال عنك: بهائي أو بابي.
وهذا خروج عن الإسلام، والموافقة على ذلك كفر بما أنزل على النبي عليه الصلاة والسلام من أنه خاتم الأنبياء والمرسلين؛ لأنه أتى بالشريعة الكاملة التي رضيها الله عز وجل لعباده إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
وقال عز وجل: {وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِينًا} [المائدة:3] فلا نبوة بعده صلى الله عليه وسلم؛ ولأنه أتى بالشرع الكامل الذي تحتاجه البشرية، وبالتشريعات التي لا تستغني البشرية عنها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، فكل من اعتقد غير ذلك فهو كافر مرتد خارج عن دين الإسلام.
فهذه بعض الحقائق عن هذه المذاهب الباطلة التي هي خارجة عن الإسلام جملة وتفصيلاً، والتي أصحابها أكفر من اليهود والنصارى.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين، وأذل الكفر والكافرين، وأعل راية الحق والدين.
اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بعز فاجعل عز الإسلام على يديه، ومن أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فكده يا رب العالمين، ورد كيده في نحره، واجعل تدبيره في تدميره، واجعل الدائرة تدور عليه.
اللهم أعزنا بالإسلام قائمين، وأعزنا بالإسلام قاعدين، ولا تشمت بنا الأعداء والحاسدين.
اللهم من أرادنا والإسلام والمسلمين بكيد فرد كيده في نحره، واجعل تدميره في تدبيره، واجعل الدائرة تدور عليه.
اللهم عليك باليهود والنصارى، وعليك بالبهائيين والبابيين والقاديانيين، وعليك بفرق الكفر والعلمانيين والمنافقين، وعليك بالذين يشيعون الفواحش في بلاد المسلمين، اللهم أحصهم عدداً، واقتلهم بدداً، ولا تغادر منهم أحداً.
اللهم لا ترفع لهم في الأرض راية، واجعلهم لسائر خلقك عبرة وآية.
اللهم اقسم لنا من خشيتك ما تحول به بيننا وبين معاصيك، ومن طاعتك ما تبلغنا به جنتك، ومن اليقين ما تهون به علينا مصائب الدنيا، ومتعنا بأسماعنا وأبصارنا وقواتنا أبداً ما أحييتنا، واجعله الوارث منا، واجعل ثأرنا على من ظلمنا، وانصرنا على من عادانا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل مصيبتنا في ديننا، ولا تجعل الدنيا أكبر همنا، ولا مبلغ علمنا، ولا تسلط علينا بذنوبنا من لا يخافك فينا ولا يرحمنا.
اللهم اهدنا واهد بنا، وانصرنا ولا تنصر علينا، وامكر لنا ولا تمكر علينا، وانصرنا على من بغى علينا.
اللهم هيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهل طاعتك، ويذل فيه أهل معصيتك، ويؤمر فيه بالمعروف، وينهى فيه عن المنكر، اللهم ارفع عن بلاد المسلمين الغلاء والوباء والربا والزنا، وردهم إليك رداً جميلاً.
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً.