الواجب الإيجابي الخامس: هو الدعاء لأهل فلسطين بالثبات والنصر, والدعاء على اليهود وأعوانهم بالهلكة والاستئصال.
فالدعاء من أقوى أسلحة المؤمنين في حربهم مع الكافرين، فهو ليس شيئاً سلبياً كما يعتقد بعض الناس، فإن كثيراً من الناس يعتقدون أن الدعاء أمرٌ مقابلٌ للأخذ بالأسباب، فالدعاء يرفعه العمل الصالح، فإن ترك المؤمن الأسباب واكتفى بالدعاء فهو متواكل ولا يرجى له إجابة، ولذلك جعلتُ الدعاء الوسيلة الخامسة حتى لا يعتمد المرء عليها وينسى بقية الواجبات.
والدعاء ليس أمرًا اختياريًا إن شئنا فعلناه وإن شئنا تركناه، بل الدعاء ركن أساس من أركان النصر، وسببٌ أكيد من أسباب التمكين.
ورسول الله صلى الله عليه وسلم ما ترك الدعاء أبدًا, وما يئس منه قط مهما تأخرت الإجابة، وطال الطريق، وعظم الخطب، وكان أشد ما يفزع إلى ربه دعاءً ورجاءً وخشوعًا وابتهالاً عند مواقف الضيق والشد, ويطلب عونه, ويرجو مدده وتأييده، في بدر وأحد والأحزاب وفي كل أيامه صلى الله عليه وسلم.
وفلسطين تحتاج إلى دعاء لا ينقطع, ورجاءٍ لا يتوقف.
ما يدريك أن طائرة تقصف فيصد قصفها بدعائك! أو أن مخططًا يهوديًا يدبّر في الظلام فيحبط بدعائك! أو أن شابًا فلسطينيًا أطلق حجارةً أو رصاصة فأصابت هدفها بدعائك! نريد دعاءً لحوحًا مستفيضًا متكررًا في كل يوم وليلة أكثر من مرة في القنوت والسجود، دعاء مع يقين في الإجابة، ليس فيه عجلة ولا يأس، فيه حضور للقلب، وتضرع وتذلل وانكسار لله عز وجل، دعاء من رجال يتحرون المال الحلال، والأوقات الفاضلة, والأحوال الشريفة، دعاء في جوف الليل وقبل الفجر، دعاء يجتمع فيه أهل البيت وأهل العمل وأهل المسجد.
أخي الحبيب! إن أردت أن تساعد المحصورين والمجاهدين والجوعى والجرحى فاستيقظ قبل الفجر بساعة أو بنصف ساعة وادع الله لهم أن يوحد صفَّهم, ويسدد رميتهم, ويقوي شوكتهم, ويثبّت أقدامهم, ويعلي راياتهم, وينصرهم على أعدائهم, ويمكن لهم في أرضهم, ويزلزل الأرض من تحت أقدام أعدائهم، فالله -لا محالة- سيستجيب فقد وعد، فقال: {وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر:60].
فهذه خمس وسائل إيجابية لنصرة فلسطين، وهي: الأولى: فهم القضية فهماً صحيحاً وتحريكها بين الناس بسرعة.
الثانية: قتل الهزيمة النفسية وبث الأمل في عودة اليقظة للأمة الإسلامية.
الثالثة: بذل المال قدر المستطاع وتحفيز الناس عليه.
الرابعة: المقاطعة الاقتصادية الشاملة والكاملة لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو إنجليزي.
الخامسة: الدعاء المستفيض اللحوح لله عز وجل.