أغيثوا به، فيكون ما يلقونه منه أشد عليهم من النار، فيطلبون أن يعودوا إلى النار، فاقتصد قليلا من كمالياتك فقط، لتقوم بواجب الشرف، كما قمت بواجب الجسد، ولتشارك في رسالة النفع العام، ولا يكن همك بطنك وحده، فذلك حظ السوام والأنعام، وحظ الذين كفروا بنعم الله كما قال تعالى: {وَالَّذِينَ كَفَرُوا يَتَمَتَّعُونَ وَيَأْكُلُونَ كَمَا تَأْكُلُ الْأَنْعَامُ وَالنَّارُ مَثْوًى لَهُمْ}.
فلا جرم كان عمر رضي الله عنه، يأخذ درته، ويذهب إلى سوق اللحم، فمن رآه يشتري اللحم يومين متواليين ضربه بالدرة، وقال له:
"هلا طويت بطنك لجارك وابن عمك؟ ".