والمسلم حق المسلم هو الذي يؤمن برسالته العظمى حق الإيمان، وهي أن الله خلقه لينسخ الكفر بالإيمان ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، لا ليساير موكب الظلام في سبيل الحصول على الكساء والطعام، لأن الله تعالى يقول: {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ}.
والمسلم حق المسلم هو الذي يؤمن بأن دينه خاتمة الأديان، وبأن نبيه آخر الأنبياء، فما أحله الإسلام فهو الحلال، وما حرمه الإسلام فهو الحرام، ولذا خطب عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه يوما فقال: "أيها الناس! ليس بعد نبيكم نبي، وليس بعد الكتاب الذي أنزل عليه كتاب، فما أحل الله على لسان نبيه فهو حلال إلى يوم القيامة، وما حرم الله على لسان نبيه فهو حرام إلى يوم القيامة، ألا أني لست بقاض وإنما أنا منفذ ولست بمبتدع ولكن متبع، ولست بخيركم وإنما أنا رجل مثلكم إلا أني أثقلكم حملا، ألا لا سلامة لإمرىء في خلاف السنة ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"
والمسلم حق المسلم هو الذي لا يغش المسلمين لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "من غشنا فليس منا".
والمسلم حق المسلم هو الذي لا يمد يده ولا لسانه بسوء أو أذى لإخوانه لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه" وإنما المسلم حق المسلم هو الذي يحب لأخيه ما يحب لنفسه، لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه".
هذه صورة للمسلم أو بعض ملامح منها، فتعال الآن أيها المسلم المعاصر لنقابل بينها وبينك!
فهل أنت اليوم تعتز بالإسلام؟ وتراه المنقذ الوحيد مما يغمر نفسك من آلام؟ أو تراه رجعية وجمودا وفساد ذوق وتتبرأ منه مرة بقولك ومرة بفعلك، وترى كل سعادتك في تجردك منه وتجافيك عنه؟ وهل وجهتك في الحياة هي الوجهة التي رسمها لك القرآن ووجهك إليها محمد بن عبد الله؟ أو يممت بوجهك شطر مغرب الشمس لا مشرقها؟ وهل كان هواك تبعا لما جاء به إمام المصلحين وخاتم المرسلين؟ أو لما جاءت به المدينة الغربية؟ وهل حكمت بما أنزل الله وحكمت رسول الله في كل