المسلم حق المسلم هو الذي يعتز بالإسلام أكثر من كل شيء، لأنه لم يكن يعرف طعم العز لولا الإسلام ولله در عمر إذ يقول: "إن الله أعزنا بالإسلام فمن طلب العز بغير الإسلام أذله الله".
وتاريخ الإسلام يشهد بهذه العزة للعاملين بتعاليم الإسلام، وواقع المسلمين اليوم ينطق بذلة المسلمين الذين انحرفوا عن نهج الإسلام.
والمسلم حق المسلم هو الذي لا وجهة له في سلوكه العام إلا الوجهة التي رسمها له الإسلام، ووجهه إليها رسول الإسلام، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" والمسلم حق المسلم هو الذي لا يرضى بغير نبي الإسلام حكما وبغير حكم القرآن حكما، قال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ} وقال: {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ} والمسلم هو الذي لا تتحكم في دينه ظروف الزمان والمكان لأن الله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ}.
والمسلم حق المسلم هو الذي يحتفظ بشخصيته الإسلامية قوية متميزة تأبى أن تمحى أو تذوب في غيرها، وللمحافظه على هذه الشخصية يقول صلى الله عليه وسلم: "خالفوا المشركين" ويقول: "لا تستضيئوا بنار المشركين".
والمسلم حق المسلم هو الذي لا يحب إلا في الله ولا يبغض إلا في الله، ولذلك مدح الله محمدا صلى الله عليه وسلم وأصحابه باللين على المؤمنين والشدة على الكافرين إذ قال: مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}