أما المأساة التالية فأرويها بنفسي لأني رأيتها بعيني، وهي ليست مأساة فرد
أو أسرة، ولا شاب أو شابة، وإنما هي مأساة الإسلام تجدب أرضه ويصوح نبته وتنطفيء في النفوس شعلته:
بنت مسلمة قرأت العربية، ولكنها قبل ذلك وبعد ذلك وأثناء ذلك- قرأت اللغة، الإستعمارية، رأيتها مع شاب مسلم يتغازلان على الطريقة الأوروبية المفضوحة، فلما رأتني ورفيقي- بدل أن تختفي أو تستحي- كما هو شأن المسلمة، إذا بها تحدق فينا طويلا، ثم تطوق الشاب بساعديها وتفني فيه ضما وتقبيلا، كأنها تتحدانا أو تتحدى ديننا الذي تراه أكبر أعدائها، والذي ما زلنا نغايظها بالعمل به والمحافظة عليه، وليس هذا بالعمل الفردي الذي لا يتكرر كثيرا في أفراد كثيرين بل ليس هذا إلا مثلا لما عليه اليوم عائلات إسلامية كثيرة (كبيرة) ربما يشار إليها بالبنان، حيث جرفها تيار المدنية الغربية التي تبيح إتصال الأزواج قبل الزواج، هذه الطريقة المعوجة التي هي عكس شريعة الإسلام تماما، التي تجعل العقد سبيلا إلى الخلوة لا الخلوة سبيلا إلى العقد كما ترى ذلك مدنية الغرب المعبودة من شبابنا المثقف. والأدهى والأمر من كل ما مر أن نرى نساء الجزائر (العاصمة) من حلائل وكواعب يتزين ويتعطرن ويذهبن في يوم الجمعة (نعم يوم الجمعة) إلى المسرح (بيت الشيطان) أو (مذبح الفضيلة) أو (مقبرة الشرف) ليدفن هناك الدين أو الفضيلة والشرف هذه هي جمعة نساء الجزائر! - وإذن- فلنعالج مرضنا من الجذور، بمعالجة أسبابه ...