الخباز أن يجعل السم في خبزهما ليموتا وأستأثر وحدي بالكنز، فلما وصل إلى صاحبيه بالخبز وثبا عليه فقتلاه، ولما أكلا خبزهما المسموم ماتا، وهكذا الدنيا يتقاتل عليها أهلها. ثم يتركونها.
إن الإسلام لا يعرف هذه الأنانية العارمة الطاغية ولا يعرف هذا الشره المادي المكتسح، إنه لا يعرف هذا المجتمع المتكالب على الدنيا، إنه لا يعرف هذه الجيوش الجرارة من التعساء ينامون على رصيف الشاع مباشرة وفي المسلمين من يملكون الملايين التي تبعثر في الخمر والبغاء والقمار وولائم الأعراس ومآدب الحفلات الرسمية وجواسيس الحكومات الإستعمارية، وفيهم من يموت وليس له وارث فتستولي على ماله هذه الحكومات الإستعمارية، لتتمكن به من خنق أنفاس المسلمين فيكون قد أساء مرتين: منع إخوانه ماله في حياته، وأعان به المسمتعمر عليهم بعد مماته.
فأذكروا أيها المسلمون إخوانكم في هذه الأيام السود، فإن أسلمتموهم
فلستم بمسلمين.
{وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.