أيها العالم:
إن النبي صلى الله عليه وسلم أعتبر العلم الذي لا ينفع شرا تعوذ منه إذ قال من حديث:
(وأعوذ بك من علم لا ينفع) وهو كذلك لأن العلم بلا عمل حجة على صاحبه، كما قال صلى الله عليه وسلم في القرآن من حديث: "والقرآن حجة لك أو عليك فليتك إذا لم تعمل لم تعلم".
وما تصنع بالسيف إذا لم تك قتالا؟ فلا عجب بعد هذا أن يكون العلم جهلا في كثير من الأحيان لذلك يقول صلى الله عليه وسلم: (إن من العلم لجهلا) ويقول علي ابن أبي طالب رضي الله عنه: (لا تجعلوا علمكم جهلا، ولا يقينكم ظنا، إذا علمتم فاعملوا، وإذا تيقنتم فأقدموا).
وكم يؤلمني أن أرى واعظا يعظ الناس وهو لا يتعظ، كم يؤلمني هذا الطبيب المريض الذي يشفق على الناس وهو أحوجهم إلى الشفقة.
"وغير تقي يأمر الناس بالتقى … طبيب يداوي الناس وهو عليل"
وكم يؤلمني هذا الذي يقول:
"اعمل بعلمي وإن قصرت في عملي … ينفعك علمي ولا يضررك تقصري"
مسكين هذا الشاعر الذي لم ينتفع بعلمه ويدعي انتفاع الناس به {كَبُرَ مَقْتًا عِنْدَ اللَّهِ أَنْ تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}.
أيها العالم:
أذكر على الأقل قوله صلى الله عليه وسلم: "العلماء ورثة الأنبياء" أو قوله: "علماء أمتي كأنبياء بني إسرائيل" فأين عمل الأنبياء؟ وأين تقوى الأنبياء؟ وأين وقار الأنبياء؟ وأين جهاد الأنبياء لنفوسهم، وأعدائهم؟
وأنت أيها المعلم:
أذكر على الأقل قول شوقي: