إلى العلماء والمعلمين

أيها العالم:

إن في صلاحك أو فسادك صلاح العالم أو فساده، كما أن في إصلاح القلب أو فساده صلاح الجسد أو فساده " ألا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب" وهو معنى قوله صلى الله عليه وسلم- وقد سئل: ما البلاء؟ قال: "العلماء إذ فسدوا" ذلك لأنك القدوة والمثال، فكيف إذا وكل إليك أمر قيادة هذه الأمة إلى ما فيه رشدها وصلاحها؟ أترضى أن تكون بالمنزلة الدنيا وهي بالمنزلة العليا؟ أو ترضى أن تكون قائدا بالإسم والشكل ومقودا للأهواء والشهوات؟ أو ترضى أن تقودها ونفسك إلى الهاوية السحيقة في سواء الجحيم؟

أيها العالم:

إن مسؤولية العالم مسؤولية كبرى، هي مسؤولية القائد والرائد والدليل، لأن منزلتك من أمتك الجاهلة الحائرة منزلة المحرك من السيارة الضخمة في الصحراء المهلكة البعيدة عن العمران.

أيها العالم:

إذ سئل كل فرد عن نفسه وكل راع عن رعيته، فأنت تسأل عن كل فرد في أمتك.

أيها العالم:

إن مسؤوليتك أكبر من مسؤولية الحاكم، فالحاكم يصلح الرعية وأنت

تصلح الحاكم، ومن أجل ذلك يقول المفسرين في قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015