وكذلك صاحب الحكم إذا لم يؤد واجبه بحكمه، فلم يحكم بالحق ولم يردع ظالما ولم ينصر مظلوما، ولم يتخذ حكمه وسيلة لترقية بلاده، وإسعاد أمته، وإيصال الحقوق إلى أهلها، وإنما اتخذه وسيلة للتسلط والاستعلاء، واستعباد الناس ونهب الأموال، فهذا كيف يرتاح ضميره أو تطمئن نفسه، وإذا لم يذق للاطمئنان طعما فهو أشقى الأشقياء وإن ظهر أنه أسعد السعداء، فالسعادة هي اطمئنان النفس، وامتلاء القلب براحة الضمير وإن فرغت اليد من كل شيء، واطمئنان النفس ثمرة القيام بالواجب، ولذلك كان السعيد في الدنيا هو السعيد في الآخرة، لأن السعيد هو الذي اطمأنت نفسه بأداء واجبه.

إذا فهمنا هذا فهمنا سر خطاب الله للنفس السعيدة بالنفس المطمئنة إذ يقول {يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطْمَئِنَّةُ * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً * فَادْخُلِي فِي عِبَادِي * وَادْخُلِي جَنَّتِي}.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015