وكأنهم منهم.
وتعرف كندة في النقوش العربية الجنوبية بكدت "أو كدة بتشديد الدال"، ونقرأ في نقش "جام 635"، والذي يرجع إلى عهد الملك "شعر أوتر"، أن "ربيعة" من آل ثور، كان ملكا على كندة، وعلى قحطن "قحطان" وأنه كان يحارب في صفوف أعداء الملك "شعر أوتر"، وهذا يعني أن كندة كانت ذات كيان سياسي، منذ القرن الأول قبل الميلاد، إذا أخذنا برأي "جام" من أن حكم "شعر أوتر" كان في الفترة "65-50ق. م"1، ومنذ أخريات القرن الثاني قبل الميلاد، إذا أخذنا بتقدير غيره من المؤرخين، هذا فضلا عن أن ربيعة ملك كندة كان يحكم كذلك قبيلة قحطان، المتحالفة مع كندة، ولعل من الأهمية بمكان الإشارة هنا إلى أنه من اسم قحطان هذا، أخذ الإخباريون قحطانهم، فصيروه جد العرب القحطانية2.
وفي عهد "الشرح يحصب" كانت كندة لا تزال مملكة مستقلة، وقد شارك ملكها "مالك"، ملك دويلة "خصصتين" بأرض عدن، المسمى، "امرئ القيس بن عوف" في الهجوم على قوات "الشرح يحصب" وأخيه "يأزل بين"، إلا أنهما منيا بهزيمة منكرة، انتهت بأسر ملك كندة، ومجموعة من أشرافها، ثم أخذوا إلى مدينة "مأرب" "وربما كانت إحدى مدن شعب مرب الذي يسكن أرض عدن، وليست مأرب مدينة سبأ المشهورة"، وعلى أي حال، فلقد أطلق سراحهم آخر الأمر، بشروط منها أن يبقى ولدا ملكي كندة وخصصتين كرهينة عند "الشرح يحصب"، وأن يتعهد الملكان بعدم التحرش بقوات ملك سبأ وذي ريدان، ومساعدتها ضد أعدائها، ومنها أن يبقى أبناء الأشراف من كندة وخصصتين رهينة عند ملك سبأ3.