الأعلى من الجسم، ومن حيث اللبس، ولكنها تحمل الطابع العربي المتمثل في شكل الوجه، وما وضع على الرأس مما يشبه العقال والعمامة1.
ويذهب "كاسل" إلى أن الأنباط قد استولوا على "الحجر" في عام 65ق. م، ثم ساروا منها إلى "تيماء" ثم قطعوا كل اتصال للحيانيين بالبحر، فاستولوا على ميناء "لوكي كومة" التابع للحيانيين، وأحاطوا بهم من كل الجهات، كما يبدو أن الطريق التجاري قد غير اتجاهه بفعل النبطيين في جنوب الحجر، فكان يمر على مسافة سبعة كيلات إلى الشرق من واحة ديدان القديمة، وهكذا تم القضاء على البقية الباقية منها، ثم أخضعوها لنفوذهم، وإن عاد السلطان مرة أخرى للحيانيين بعد سقوط البتراء على أيدي الرومان في عام 106م2، والذين مدوا نفوذهم إلى منطقة تبعد عشرة كيلو مترات إلى الشمال من ديدان3.
على أن الأمر، إنما كان جد مختلف بالنسبة إلى سلطة الملوك، إذ انتقلت سلطاتهم إلى مجلس المدينة، ومن ثم فقد بدأ القوم لايهتمون كثيرا بتسجيل أسماء الملوك في كتاباتهم4، بل إن النصوص من هذه الفترة إنما تدل على اضطراب في الأمور، وعلى حكم غير مستقر، وعلى سلطة غير وطيدة الأركان، ويذهب "كاسكل" إلى أن النصوص قد تشير كذلك إلى هجوم حبشي على طول سواحل البحر الأحمر العربية5، يرى بعض العلماء أنه ربما وقع على أيام ملك أكسوم "Sembruthes" فيما بين نهاية القرن الرابع، وبداية القرن الخامس الميلادي6.
هذا وقد عثر على كتابات عبرية ونبطية في وادي "ددان" "ديدان في الترجمة السبعينية7، ترجع إلى حوالي عام 300م، وما بعدها، مما يدل على أن قوما من يهود، فضلا عن قوم من النبط، أو ممن يتكلمون بالنبطية، قد استقروا في هذه المنطقة، وعلى أي حال، فإن اليهود كانوا قد بدءوا يهاجرون إلى الحجاز منذ