لا يمكن الإفادة منها كثيرا، لذا لم يتمكن إلا قليل من العلماء من ترجمة بعض جملها، وإن كان من حسن الحظ أننا وجدنا فيا بعض أسماء الملوك والآلهة، فضلا عن الفائدة اللغوية والثقافية لهذه النقوش1.
وأما الكتابة اللحيانية، فكتابة محلية حروفها سامية جنوبية، وقريبة جدا من الكتابة العربية الجنوبية والحبشية، أما اللهجة فعربية شمالية، وهي أيضا سامية جنوبية، وأما عصرها، فلن يكون أحدث من القرن الخامس أو السادس ق. م، وعلى أي حال، فرغم أن البعض يعتقد أنها مسيحية، فمن الثابت أنها عربية جاهلية وضعت قبل ظهور الإسلام2.
وقد قدمت لنا هذه النقوش بعض أسماء ملوك لحيان، منها "هنوس بن شهر" و"ذو أسفعين تخمى بن لوذان" الذي يرجع حكمه إلى النصف الأول من القرن الأول قبل الميلاد، وقد أنشأ بيتا للإله "ذو غابت" إليه لحيان، كما نعرف من النص "Js 85" الذي يذكر كذلك الملك "شامت جشم لن لوذان"3.
ونقرا في النص"Js 85" أن معبد المدينة قد أصيب بهزة أرضية في عهد الملك "منعى لوذان بن هانؤاس"- والذي حكم فيما بين عامي 35-30ق. م، فيما يرى كاسكل -وقد كانت تلك الهزة من القوة بحيث سقط سقف المعبد على أعضاء مجلس المدينة "هجبل -هاجبل" الذين كانوا مجتمعين في المعبد وقت الحادث، ثم قتل أكثرهم، وأن القوم لم يتمكنوا من إعادة بناء المعبد، إلا بعد فترة طويلة، فيما بين عامي 127، 134م، مما يدل على الحالة الإقتصادية السيئة التي كانت تمر بها البلاد، فضلا عن الإضطرابات، وضعف الحكومة4.
ولعل من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن هذا المعبد، الذي يقع في الخريبة الحالية، والذي أشار إليه "جوسين وسافينياك" قد وجدت فيه تماثيل بطول الإنسان لملوك لحيان، كسر بعضها أهل العلا أنفسهم، وأنقذ البعض الآخر، وإن كنا لا نعرف مكانها الآن، وعلى أي حال، فهذه التماثيل متأثرة بالنحت الفرعوني في النصف