هذا وقد سجل هذا الملك اسم شقيقه "كرب إيل"، الذي لا نعرف عنه شيئًا، وإن كان "هومل" -وفلبي من بعده- إنما جعلاه خليفة لوالده، بينما جعلا "الشرح" خليفة له، كما بدأ "فلبي" حكم "كرب إبل" هذا، بعام 580ق. م1.

وانتقل حكم سبأ بعد ذلك إلى "يدع إيل بين" الذي يرى بعض الباحثين أنه إنما حكم في أوائل القرن الرابع قبل الميلاد، معتمدين في ذلك على ذكر اسمه- وكذا حصن "إلو"- في نقش "جلازر 105" الذي يرون أنه يرجع إلى هذه الفترة2، وإن كان "فلبي" يرى أنه حكم في الفترة "560-540ق. م"3، فإذا كان ذلك كذلك، فإن سبأ لا بد وأن تكون قد فقدت نفوذها في شمال بلاد العرب في تلك الفترة من القرن السادس قبل الميلاد، لأننا نعرف أن "نبونيد" "555-539ق. م"- ذلك الملك المثقف الذي اشتهر في التاريخ القديم بحبه للآثار وعنايته بها -قد قضى عشر سنوات في تيماء في شمال بلاد العرب4، بعد أن قام بحملته المشهورة التي أخضع فيها تيماء وديدان وخيبر وأتريبو "يثرب- المدينة المنورة" وكبد فيها العرب خسائر فادحة5، ثم أقام قصرًا في تيماء بقي فيه حينًا من الدهر، حتى أصبحت تيماء وكأنها قد غدت خليفة لبابل6، ولم يعد من تيماء إلا في عام 546ق. م، عندما دعاه رعاياه الذين كان على خلاف معهم طوال تلك الفترة التي قضاها في تيماء، وربما كانت عودته من هناك بسبب التهديدات الفارسية لبابل7.

وعلى أي حال، فلقد جاء بعد "يدع إيل بين" ولده "يكرب ملك وتار"، ولدينا من عهده نقش "هاليفي51"، وهو عبارة عن وثيقة موافقته على قانون

طور بواسطة نورين ميديا © 2015