أولًا: عصر المكاربة

يرى بعض الباحثين، كما أشرنا آنفًا، أن هذا العصر يقع فيما بين عامي 800، 650ق. م، بينما حدد له آخرون الفترة من "750-450ق. م"1، هذا إلى جانب فريق ثالث -وهذا ما نرجحه ونميل إلى الأخذ به- ذهب إلى أنه قد بدأ في القرن العاشر ق. م، وربما في القرن التاسع ق. م2، وكانت عاصمة الدولة وقت ذاك مدينة "صرواح"، كما أن ملكة سبأ المشهورة في تاريخ سليمان بن داود، إنما تنتمي إلى هذه الفترة من الناحية الزمنية.

وأما أول المكاربة فهو "سمه علي"3، وقد حدد له "فلبي" الفترة "800-780ق. م"4، ثم عاد بعد عامين فحدد له عام 820ق. م، كبداية لحكمه5، ويذهب بعض الباحثين إلى أن نقش "جلازر1147" إنما يرجع إلى عهد هذا المكرب، فضلا عن نقش "جلازر 926" الذي وردت فيه أسماء سبأ ومأرب وفيشان، وكذا أسماء الآلهة "عثتر والمقة وذات حميم" ثم اسم المكرب طبقًا للعادة المألوفة في التيمن بذكر اسم الحاكم من مكرب أو ملك6.

ولعل من المفيد هنا الإشارة إلى أن السبئيين إنما كانوا يعبدون "عتثر" "عشتر" الإله العربي الجنوبي على أنه إله ذكر، ويرمزون له بنجم الزهرة، بينما نظائره في جميع الأديان السامية البشرية الأخرى إلهة مؤنثة، كعشتار عند البابليين والآشوريين،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015