وعشتارت عند الكنعانيين، كما أن عبادة "عثتر" هذا لم تكن مقصورة على السبئيين، وإنما كانت منتشرة كذلك بين المعينيين والقتبانيين1، أضف إلى ذلك أن النصوص إنما تذكر عادة الآلهة "عثتر وهوبس والمقة" في صيغ التوسل كوحدة متكاملة، فثلاثتها تأتي بعد "ياء" واحدة، وربما تعني بحق "أي بحق عثتر وهوبس والمقة"، بينما تأتي بقية الآلهة، وكل منها له "ياؤه" الخاصة به- أي كل واحد تسبقه بكلمة بحق- أما الإلهة "ذات حمى" "ذات حميم" فمظم الباحثين يرونها -وكذا ذات بعدن -اسمًا للإلهة الشمس، وأن "ذات حمى" ربما كانت بمعنى ذات حرارة، على أساس أن حمى تعني الحرارة2.
وهناك نقش -ربما كان هو الذي الذي أشرنا إليه آنفًا -يتحدث عن تقديم المكرب "سمه علي" البخور والمر للإله القومي "المقه" "الموقاة"، مما يشير إلى أن المكرب كان يقدم البخور باسمه، ونيابة عن قبيلته التي قادها من الفيافي والقفار إلى الأرض السعيدة التي تفيض لبنًا وعسلا3.
وجاء بعد "سمه علي" ولده "يدع إيل ذريح" الذي يرى "فلبي" أنه حكم حوالي عام 800ق. م4، بينما يرى "فون فيسمان" أنه حكم حوالي القرن الثامن ق. م5 ويضعه "أولبرايت" في النصف الثاني من القرن السابع ق. م "في فترة مبكرة منه أو في أواسطه"6، وأخيرًا فهناك من يحدد ذلك بعام 750ق. م7.
وقد قدمت لنا الحفائر عدة نقوش ترجع إلى أيام "يدع إيل ذريح"، منها ذلك النقش الطويل الموجود على الجدار الخارجي لمعبد "صرواح"، وقد جاء فيه أن هذا المكرب هو الذي بنى هذا الجدار، كما يذكر النقش كذلك الإله المقة وعثتر، والإلهة "ذات حميم" والذين يكونون معًا "ثالوث المدينة القديمة"، هذا ويرى