أخريات القرن الأول الميلادي، هذا ويجب الإشارة هنا إلى أن قتبان لم تفقد استقلالها نهائيًّا، كما أن الشعب القتباني لم يزل من الوجود أو يختفي اسمه تمامًا، ذلك لأننا نرى "بطليموس الجغرافي" يذكرهم بين الشعوب التي تقطن بلاد العرب، وقد دعاهم "1Kattabanoi= Kottabani".
هذا وقد عثرت البعثة الأمريكية في مأرب على نقش جاء فيه أن الملك "نبط" ملك قتبان، كان معاصرًا لملك سبأ، ويضعه "أولبرايت" في القرن الأول الميلادي، والملك "نبط" هذا هو نفسه الملك "نبط بن شهر هلال" الذي جاء ذكره مع ابنه "مرثد" كملك لقتبان في نقش عثر عليه في "هجر بن حميد" عام 1951م، ويبدو أن ملوكا، قتبانيين استطاعوا الحفاظ على الجزء الغربي من قتبان بعد سقوط "تمنع"، متخذين من "حريب" مقرًّا لهم، بينما اكتفى الحضارمة بالاستيلاء على جزء من شرقي البلاد، وأن ذلك قد حدث فيما بين عامي 25ق. م، والعام الأول الميلادي2.
ويرى "فون فيسمان" أن نقش "جام 629" والذي يتحدث عن حرب وقعت على مقربة من "وعلان" واشتركت فيها عدة أطراف، إنما قد حدثت في عهد الملك "نبط عم" ملك قتبان، وأن أصحاب هذا النقش إنما يذكرون أنهم قد حاربوا ضد ملك حضرموت وجيشها، وضد "نبطم" ملك قتبان وآخرين، وأن النصر كان حليفهم، ويحاول "فون فيسمان" أن يستنتج من عدم وجود كلمة "هجرن" بمعنى مدينة قبل اسم "تمنع" من أنها لم تكن وقت ذاك عاصمة قتبان، وإنما كانت موضعًا صغيرًا، أو اسم أرض فحسب، كما أن "نبط عم" وإن كان قد لقب هنا بملك قتبان، إلا أنه لم يكن في الواقع إلا تابعًا لملك حضرموت، وأخيرًا فإنه يؤرخ لهذه الحرب بالفترة ما بين عامي 120-140م3.
وليس من شك في أن "تمنع" "تمنا=تمنة" هي أهم مدن قتبان، وقد عرفت في كتابات الكتاب القدامى من الأغارقة والرومان باسم "4Thumna Thomna, Tamna"