إلى أن هذا النص إنما هو أقدم من نص "هاليفي 504"، ومن ثم فإن "شهر هلال" هذا أقدم من "شهر يجل يهرجب1".

والواقع أن ما ذهب إليه "رود كناكيس" ربما كان أقرب إلى الصواب مما ذهب إليه "أولبرايت"، بخاصة وأن الأخير قد ختم قائمة ملوك قتبان بالملك "شهر هلال"، مشيرًا إلى الدمار الذي حل بالعاصمة، وإلى سقوط حكومة قتبان، وليس من المقبول أن يكون ملكًا له كل هذا النفوذ على شعوب أخرى، ثم تسقط دولته فجأة، ذلك لأن سقوط الدول إنما هو دليل على ضعفها وانهيارها، وليس في هذا النص إشارة إلى شيء من ذلك2.

وعلى أي حال، فهناك من يميل إلى أن عصر قتبان الذهبي إنما كان في الفترة "350-50ق. م"، إذ تشير نصوص هذا العصر إلى أن قتبان كانت وقت ذاك أهم دول العربية الجنوبية، وأنها قد أخضعت لسلطانها كلا من معين وسبأ، لكن حدث قبيل الميلاد أن غزا شعبٌ غير معروف على وجه التأكيد عاصمة قتبان وأحرقها، ثم ظهرت بعد ذلك مملكة سبأ وذي ريدان، على أنقاض كل من قتبان وسبأ ومعين3.

وهكذا يميل الباحثون إلى أن السبئيين هم الذين قضوا على دولة قتبان، وإن اختلفوا في الوقت الذي حدث فيه ذلك، فبينما يرى "فلبي" أن ذلك كان في عام 540ق. م4، يذهب "أولبرايت" إلى أنه كان في عام 50ق. م5، على أن آخرين يرونه في عام 10م6، بل إن هناك فريقًا رابعًا يراه فيما بين عامي 100، 106م7.

على أن الشيء الجدير بالملاحظة هنا أن دولة "سبأ وذي ريدان"، لم تكن الوريثة الوحية لقتبان، فقد شاركتها في الغنيمة "حضرموت" التي ضمت إليها جزءًا من قتبان، وبذا استطاعت حضرموت منافسة "سبأ وذي ريدان" فترة امتدت حتى

طور بواسطة نورين ميديا © 2015